عبد الله الطيب (1921ـــ 2003)م
وطه حسين (1989 ــ 1973)م
من عمالقة النقد الأدبي العربي ولكلٍ منهما بصمته المميزة وأسلوبه الخاص في تناول النص الأدبي , اذ جمعهما حب اللغة والادب وأخذهم الاهتمام بالتراث العربي و الولع بالدراسات الأدبية العربية , بخاصة الشعر الجاهلي والقرآن الكريم.
فتميز كلٍ من (الطيب) و (حسين) بعمق تحليلهما النقدي للكشف عن المعاني الدقيقة والطبقات المعنوية للنص الأدبي والبناء الفني للنص , والعناصر التي تدخل في تركيبه , من صور شعرية وإيقاع وقافية.
كل ذلك من خلال دراسة الأدب سواء من خلال سياقه التاريخي والثقافي والبيئة التي كانت يعيشها الشاعر أو الجانب الفني و التركيب البنيوي للنص بنحو مستقل.
المشتركات بين (الطيب) و(حسين) أكثر من أن تحصي كما انها ظاهرة وبينة ..
بيد انه ثمه فوارق دقيقة بابكاد تظهر .. بين طريقة الرجلين في تعاطيهما مع الموضوع ـ الادب العربي ـ يمكن ملاحظتها في المنهج والاسلوب والتركيز علي الدين .
اما ..
المنهح النقدي :
إتبع (عبد الله الطيب) منهجًا نقديًا أكثر تركيزًا على البنية الداخلية للنص , حيث كان يهتم بدراسة العناصر الفنية والجمالية للنص بشكل مستقل.
ومنهج (طه حسين) في النقد كان منهج تاريخيًا، حيث كان يركز على دراسة النص الأدبي في سياقه التاريخي , وربطه بالأحداث السياسية والاجتماعية التي عاشها الشاعر.
وفيما يختص بـ...
الأسلوب السردي :
فإسلوب (عبد الله الطيب) أكثر تعقيدًا وحبكه , ويعتمد على المصطلحات الأدبية والنقدية , مما يجعله موجهًا في المقام الأول للدارسين والأكاديميين
بينما (طه حسين) إسلوبه السردي سهل و واضوح , أقرب ما يكون للحديث اليومي , مما يجعل كتاباته سهلة الهضم حتي للقارئ العادي.!
التركيز علي الدين :
(عبد الله الطيب) كان أكثر حذرًا وتورعاَ في تناول القضايا الدينية , ومركز بشكل أكبر على الجوانب الأدبية والفنية للنص. بينما , (طه حسين) كان أقل محافظة وأكثر ميلاً إلى تفسير النصوص الأدبية من منظور علمي , ما جعله عرضه لإنتقادات بسبب بعض آرائه حول الدين.