الاثنين، 5 فبراير 2024

ُهلُ وَلُدِ ( سِقًرَاطِ) مٌبّتْسِمٌا˝.. (؟)



توطئة:
لُيَسِ مٌنَ الُضُرَوَرَةِ انَ يَكِـــــوَنَ كِلُامٌيَ مٌقًبّوَلُا ..
وَلُكِنَ بّالُضُرَوَرَةِ انَ يَكِوَنَ صّادِقًا ..
"سِقًرَاطِ"

لُأنَ الُفَكِرَ الُمٌتْقًدِ  ــ اوَ الُذَيَ يَوَدِ لُةِ أنَ يَكِوَنَ كِذَلُكِ ــ يَتْدِرَبّ ْعلُيَ الُتْسِاؤلُاتْ الُأسِاسِيَةِ وَالُغًوَصّ فَيَ لُجْ الُأشِيَاء حُتْيَ يَصّلُ إلُيَ الُجْوَُهرَيَ ..كِانَ ْعلُيَنَا أنَ نَضُْع ( إجْابّاتْ) إفَتْرَاضُيَةِ مٌسِبّقًةِ لُأسِئلُةِ لُمٌ تطرح من قبل ُ أوتْطِرَأ حتي ُ ,, وَلُيَسِ بّالُضُرَوَرَةِ أنَ تْكِوَنَ  ُهذَةِ الُإجْابّاتْ ــ ْعلُيَ الُصّْعيَدِ الُفَوَرَيَ ــ مٌقًنَْعةِ ... بّلُ يَكِفَيَ أنَ تْكِوَنَ لُآئقًةِ بّالُحُدِ الُأدِنَيَ ..
وَلُكِنَ  تْرَيَ كِيَفَ يَمٌكِنَ أنَ يَكِوَنَ ذَلُكِ ؟
ْعلُيَ أيَ حُالُ إنَ لُمٌ يَكِنَ الُإسِتْفَُهامٌ الُأٌخيَرَ مٌنَ ْعيَنَةِ ُهذَةِ الُأسِئلُةِ .. فَرَبّمٌا الُتْالُيَ ..!!
سِقًرَاطِ الُذَيَ إٌختْارَ ( كِيَفَ) يَمٌوَتْ وَبّشِكِلُ تْجْسِدِتْ فَيَةِ  الُمٌأسِاةِ وَالُمٌلُُهاةِ وَالُتْرَاجْدِيَا وَشِيَئا مٌنَ الُـ(action) شهدت فصولة  الحاضرة اثينا  بفضول وإربــاك .. تري هل ولد مبتسما؟
  في الواقع ليس ثمة من يستطيع الجزم بهذا او خلافة .. ربما حتي ( فَيَارَنَيَتْ) أمٌةِ لم تكن وقتئذ علي يقين حيال الأمر عينة .. غير أنها فيما يتصور قد ولدتة كـــ( خلاصة)  فضلا ان يكون عن تجربة ودراية .. وليس شرطا ذاتية هذة التجربة .. فقد كانت ولادة (قـــابلة)  فلكم ولدت الاثينيات الحبالي وما انفكت تساعدهن عند ساعة الطلق والمخاض .. لهذا. يَرَيَ انها ارادت يوما ما أن يكون ( في او لـ) وليدها ــ اي كانت تقاسيم وجهة ــ كل الفضائل المثالية الجميلة التي طالما تحلي بها الاولون من عظماء أثينا الاقدمين فتزينت بهم الحاضرة الاغريقية علي مر العصور كما أنة لا يستبعد أن يكون محفذها ــ الي ذلك ـ فضيلة أبية ( سوفرنيسك)  البطل المؤسس للسلالة والذي اغتيل ـ فيما بعد ــ بينما كان يذب عن عن عرض وشرف وأمجاد العشيرة ..
أو ليكن لها ( سقراط)  .. ذلك المزدان. في نظر الذكري المشتركة للحكيم بين المكان ( أثينا)  والرموز الاثينية الفاضلة ابتداءا من ( فيثاغورس .. يسوع .. وكونفونشوس)  في الماضي البعيد وليس انتهاءا بـالمعاصرين من أمثال ذاك المدعو  ( أناكساغور) من ابرز سالكين درب الفلسفة .. هذا بغض النظر عما كان علية مصيرة : استضدم اناكساغور بأثينية أثينا القرن الخامس ( ق. م) عندما بدأت افــــــكارة الجريئة وتساؤلاتة الجزرية المتسمة ــ قبلا ــ لدي الأثنينين بخطئطة الكبرياء علي النظام الأثيني الإلهي .. فإتهموه بالالحاد عندما جرد بعض ( آله)  الحاضرة ( الشمس والقمر)  من قدسيتهما اذ وصفهما بكتلتين مشتعلتين ليس الا  فحوكم بالنفي  ــ فيما بعد .! 
غير ان ما يخدم تصورنا ـــ ان سقراط ولد مبتسما ــ ان فيارنيت أرادت ذلك .. اذ انها من بين كل معلمي الاحاضرة  ارسلتة ليتتلمذ علي يد المتقدم زكرة ( أناكساغور).
فيعلمة علم الـكونيات ( Cosmolegy)  الي ان بلغ الغلام سقراط ومعلمة ان تدارسا خواص وطبيعة المادة وتحليلها حتي توصلا الي تفكيك بنيتها ــ فيما قيل ــ وأناكساغور ــ قبل ان يغادر الحاضرة منفيا ومغضوب علية كان قد وضع في تلميذة النجيب اساليب تعلم المعرفة ومحبة الحكمة ورَسخ فية الإعتزاز بقناعاتة حتي علي مستوي السلوك فضلا عن قوة النفس وتبجيل العقل .. ليكون بالتالي قد عبد له درب (السفسطة) حتي غدا سقراط ذلك الفيلسوف الحكيم الذي نعرف كما عرفتة الحاضرة من قبل سقراط المبجل الدامغة حجتة والفاضلة صفاتة رغم انهم كانوا يجدونة ــ نوعا ما ــ الغريب سلوكة .. هذا ربما لأنة وصل بأخلاقة. الحميدة الي تمام النفس للقدر الذي بات يعلم فية يقينيا ان " ما فاتة ما كان ليدركة وما علمة ما كان ليجهل العمل بة " ــ بني علي هذا القول (شليرماشر) معضلتة القائلة : ( مايمكن ان يكون قد كان) .. وكل هذا. بدماثة وتواضع فاق حد اللامبالاة : فيزكر انة في وقت ما ذهغب ( شيرويفون)  احد تلاميذ. سقراط فيما بعد لإستشارة وسيط وحي (دليفة) .. لتحقق عما اذا كان ثمة من هو اعلم من سقراط علي هذة البسيطة؟ فماكان من الدليفية الا ان تكون اجابتة (لا) !! وبشكل قاطع .. وسقراط عندما يعلم بذلك. يتسال ببرودة المعهود عما : ماهو المراد بكونة (هو) الاكثر علما من وسيط الوحي مصطفي الألهة في الوقت الذي كان يري نفسة ليس عالما لاكثيرا او قليلا
لهذا من جهة .. أما اذا نظرنا. الي سقراط في خارطة المجتمع الأثيني سنجدة قد تموضع بشكل راس في كل مفاصلها وتفاصيلها. .. وما من شيئ لزم أن يكون فية الرجل. إلا كــــان كأفضل ما يكون ممن سواة من رجالات الحاضرة تماما العكس صحيح.  
كبرهن لهذا ـــ انظر في اعقاب سيرة معركة ( الأرجينوز) وقضية الألوية الستة التي تقاعست عن حمل رفات رفاقهم تعللا بالعاصفة... فيما بعد .. كونت جمعية قضائية للفصل في الموضوع .. وسقراط ضمن اكــــبر قضاة الجمعية وهو الوحيد الذي ذهب بالرأي : علينا مقاضاة كل جندي علي حدا والاستماع لتعليل موقفة عوضا أن يحاكموا جمله واحدة .  
غير ان أغلبية التصويت علي الحكم من قبل الجمعية كان هو الفيصل .. حوكمت الالوية جملة واحدة .. ليتضح فيما بعد ــ بمدة ليس بالطويلة ــ وبعد ان قضي الالوية الستة بالاعدام .. انة الوحيد من بين قضاة الجمعية كان علي للصواب : يَظٌلُ  مٌوَضُوَْع الُجْرَمٌ الُمٌرَتْكِبّ بّدِوَنَ شِاُهدِ ( مٌا) وَبّْعدِ انَ صّارَ الُإْعتْقًادِ بّالُنَظٌرَةِ الُكِلُيَةِ لُلُْعنَايَةِ الُإلُُهيَةِ غًيَرَ مٌوَجْوَدِ الُبّتْةِ وَأصّبّحُ الُتْْعرَضُ لُلُْعقًابّ لُا يَتْوَقًفَ إلُا ْعلُيَ نَظٌرَةِ الُآٌخرَيَنَ لُلُنَاسِ .. أصّبّح اُهتْمٌامٌا مٌسِيَطِرَا فَيَ الُتْفَكِيَرَ الُأٌخلُاقًيَ وَالُقًانَوَنَيَ كِذََلُكِْ ْعلُيَ الُسِوَاء ..
وربما سيظل الي ان يأخذ موضوع ( الورع .. و .. التقوي) لعب الدور الأساسي والمركزي في القضايا بأكملها.
وفي الآخر .. هاهو سقراط ينزر الألوية التي اعدمت شهداء. 
كما انة بذلك يدمغ تصورنا كونة ولد كـــ( خلاصة)  بالتصورية المنطقية للرعونة ـــ الي ذلك ـــ
كما أن مفهوم الـ( ممكن)  حين ذهبنا تسويغة بالمعني الأكــــثر حصرا ـــ كمنطق عروض حقيقي لا منطق تعابير متناقض ـــ شبيها بذالك الذي اجترحة احد تلاميذة ( أبوليد)  في متناقضة الكذاب الشهيرة ..
والغريب في الامر أن سقراط لطالما اراد ان يتسربل بدثار الـ( لاشيئ)  في الوقت الذي كانت حاضرتة تجدة أكثر علمائها علما. واكبر سفسطائيها فلسفة .. وهو يدعي الجهل .. وحين كان ( إلكسبياد)  أحد قادة الوية اليونان الفاضلين ويتمتع بصفات حميدة .. اذا ما قورن بة كان يري فية ذلك البطل الجسور بينما يتواري خلف انة لا يفعل الا الواجب!!  .
ولما شاع عنة انة ( نبي)  يتدارك هذا الاعتقاد لدي الأثينين بأنة لا يمكن لنبي (ما)  ان لا تكون لدية رسالها يبلغها عن من ارسلة! ! .. فسقراط الذي كان لا يقول انة لا يعلم شي كان هو العالم يمثل مفاتيح العلم وقتئذ ..  بيد انة كان كل شيئ.
بقي ان نعرف أن لكل فضيلة.   وفضيلة شيئ ( ما)  هي علية ما أوجد "صنع" له ففضيلة السيف كـ ( سيف)  حدة .. وفي التضاعيف من ذلك نجد ان فضيلة حدة هي حدتة فيما وجهه نحوة والنيل الجسيم الذي يشفي المراد بالعمل علي بتر ما يرام بترة .. 
وفضيلة سقراط انة عرف انسانيتة واستوعبها كدرس لازم وصقلها بالمعرفة التي هي ملزمة من ملزمات فعل الخير وحبة كما انها محصلة الحكمة والطمانينة التي هي ــ الطمانينة ــ سر السعادو وجوهرها ..وكان قولة في هذا الصدد : يكفي ان نعرف الخير لنفعلة. فصارت نفسة محلقة في سماوات الترفع والإثار مشعة كمالقبس 
سِمٌتْ بّةِ نَحُوَ مٌرَافَيَ الُطُِهرَ وَالُتْنَزُةِ ْعنَ ثُقًلُ الُابّدِانَ الُمٌنَتْنَُه بّافَْعالُ الُمٌسِتْقًبّحُاتْ مٌنَ الُامٌوَرَ الُمٌشِيَنَةِ ْعيَبّا ( ْعرَفَ) وَإثُمٌ ( تْوَرَْع) .
وَلُكِنَ ُهلُ أسِْعفَ سِقًرَاطِ رغبة فيارنيت ( أمة)  المفترضة بأن يكون لها كما ودت؟ !
هذا اذا ما علمنا انة في واقع الأمر ذا شكل فلسفي بحت غير أنة لم يكن كمن سبقوة في هذا المضمار .. كان بطلا جسورا وقائدا محنك همام وما ( ديبليون 424 ق. م)  ببمنسبة من وعي الحاضرة تماما تلك المعركة التي بعدها بنحو سنتين عزز قتاعة الاثيننين فية عندما خاض معركة ( ديموفليس422 ق. م) فضلا عن معركة (الأرجينوز 404) آنفة الزكر .. فقد عرف تماما˝ ماهي الشجاعة ..؟ كما كان يعرف بذات القدر الفوارق الدقيقة بين ماهو شجاعة وماهو تهور وحمق واي الشجاعة في الحقيقة هي فضيلة !! .
إن فضيلة ( أمة)  من واقع كونها قابلة تخشي علي نفسها المقولة ( باب النجار مخلع) ..هي أن تضع مولودا كـ ( نموزج)  محلي او متحلي بالصفات النبيلة للغاية وتمام النفس .. وربما لما جاء سقراط الوليد علي غير ما تود أي أم أن يكون وليدها .. تداركت الأمر بالنظر الي الجوهري من ذلك دون اخذ اي اعتبار لوسامة قسماتة أو بهاء طلتة كما يحتفي بذلك الأمهات الأثينيات وغيرهن .. فدونكم (شارميد) ذلك الفتي الاثيني المدلل كان قد جمعة حوار شيق ويَ سقراط وقت ما .. اسر لــ( إفلاطون)  بوعد أن يقوم بقص خصلات شعرة المسدل علي كتفية دون تورع من حياء إذا ما أصاب سقراط مكروه ما وقد فعل في اعقاب المؤامرة.
 فقد كان سقراط في أول الأمر ــ كما وصفة فرانسيس ــ بشع : وجه مسطح وأنف أفطس لمنخاران خانسان .. وعبنا ثور أعلي رأس حاف الناصية الا قليلا .. و شفتان غليظتان. ــــ الي ذلك ـــ كان مهملا غير مكترث بهيئته البته .. مرتديا صيفا وشتاءا .. وبشكل غريب ..معطفة المهترئ كالمعوزين وان كانت لا تنقصلة الحيلة ممسكا عصا باحدي يديه بينما لا يأبه ان يعدل معطفة حال سقوطة باليد الأخري ــ
غير انهم يزكرون علي سبيل الإستثناء إنة كان يحضر عشاء ( أغانتون)  وقد اغتسل ليلئذ بنحو جيد ومنتعلا خفية .. 
ولكن .. ما يهم في ذلك إذا ارتبط الأمر بالنسبة لماهو خلق إذا ما قورن بماهو خلق ..فالقضية كما يلي : بالنسبة لشعب مأخوذ الي هذة الدرجة جمال الأشياء ورونقها ومغرم بما يكفي للحد الذي يري فية الإنسجام الطيع محض هبة إلهية .. وإلا لما لم يحكم علي ( غاندي و كـــــانط)  بمظهريهما .
لا بد أن سقراط قد حملتة أمه كرها ووضعتة كرها وربتة كذلك..  لأنة ليس ثمة مولود ( ما)  تضعة أمة كما تريد لة أن يكون من حيث الـ( خلقة)  دون تفصل .. ولما كان الأمر كذلك لما لا نختار علي اي شيئ نموت أوربما بالقليل لأي شيئ نحي ؟ هذا اذا عرفنا بدورنا انفسنا وتحققت انسانيتنا ( لما خلقنا)..
غير ذلك .. فسقراط ولد يوم أن شرب منقوع الشوكران( نبتة شديدة السمية) ولو كانت شفتاه غليظتان فلربما ليرتشف اكـــثر .. فقد إختار كيف (يحي) و كيف  (يموت)؟ عوضا عن كيف يولدكما تريد لة امه او يريد هو.!

هل العُزلة أكثر (براءة) من الوحِدة؟ !



كانت (فيّ باوند ألبرتي)  تري الوحدة ـ في كتابها "سيرة الوحدة"  أن المشاعر الإنسانية بعيدة عن أن تكون متجاوزة للزمن وكينونته,  كما أنها تخضع للمتغيرات التاريخية من فكر وثقافة وممارسة ,لذا هي شديدة التغلب . 
ومن هذة. الزاوية الأكثر إلحاحا  بدت (فيّ باوند) ـ  أكثر عاطفية من الأكاديمي  (ديفيد فينست) في إستعراضة لـ " تاريخ العزلة" , الإستعراض الذي جلي فية "العُزلة" وتاريخها إجتماعياً وثقافياً علي مدي ثلاثة حقب  بنحوٍ جزل   .

فـ : (في عصر التنوير في القرن الثامن عشر,   كان وجود الإنسان منفردًا بمثابة إنحراف عن الفطرة الطبيعية للبشر التي كان يفترض أن تكون اجتماعية في جوهرها , لكن في العصر الرومانسي تغيرت هذه الفكرة في العالم الغربي، وأصبح الشعور بالوحدة سمة للعصر الحديث، ومثلت نوعًا من التأمل الروحي ومعرفة الذات واستكشاف ما يغيب عن المجتمع المادي.)

إستند "فينيست" في جمع بحثه حول  "تاريخ العزلة" علي مجموعة كبيرة من المصادر الأدبية والسوسيولوجية فضلاً عن التاريخية ـ. وخلص الي أن "العُزلة" وإن كانت في شكلها "وحِدة" إلا أنها ليس عن عوز الرفاق. فوق ذلك فهي :" وحدة فاشلة"  ـ غير أني أجدها أكثر (براءة) من الوحدة. !.

الغريب أن عالم الإجتماعي البريطاني  "فينست" عندما كان يحرر بحثة ذا, لم يكن علي علم بما ستؤول إليه الأحوال بالعالم. من "عُزلة" إجبارية جراء تفشي جائحة كرونا ـ غير أنه بدي وكأنه قد ضرب موعداً مع حزمة الإجراءات الإحترازية تلك كمصادفة لافتة , الإجراءات التي حفذت الكثيرين من الكُتاب ساعئذ من إستقصاء الأمر في بحوث مختلفة ـ كـ (أحمد شلتوت) علي سبيل الزكر .
يجدر زكر إن الشخص الذي يميل. لــ"العُزله" فإنه ليس بالضرورة أن يكون محتقراَ للأخرين ـ بل ـ. ربما ـ لأنهم   لا يثيرونه إجتماعياً ,  كما أنه (يُعد أكثر ذكاءاً من غيره ) بحسب تقرير أعدته (جورنال اوف سيكولجي. البرطانية ـ ) هذا مع الأخذ في الحسبان طبيعة العزلة  عمّا إذا كانت ميلاً ام عن دوافع ـإشكاليات " ـ  وما يوجد من فوارق بين ذلك .
إن الطبيعة الإجتماعية وتفاعل الشخص معها ـ قد ـ تدفعة ـ الي العزلة ضرورة لا إختيار وإن كان بالمحصلة النهائية. تنتهي العزلة  بصاحبها الي المعاناة من بعض الامراض  بإتفاق (فينيست) و (فيّ) ,في  (تاريخ العزلة) و(سيرة الوحدة) ـ بيد أن قوة الاخذ لخيار العزلة التي أضحي متنامٍ ـ  تهون علي المرء ما يحتمل ان يواجهه إضطرابات
 وإن أخذتا ( العُزلة / الوحِدة) شكلاً مغايراً عمل كانتا علية
فحديث جدا ـ وبعد التعلق المقيت بالـ (شوسال ميديا) وتقنية الوسائط المتعددة ـ بات المرء أكثر "عُزلة " عن الآخرين بجسد بمثل ماهو اعمق "وحدة" بعواطفه .. 
فلا هو في عزلة تمكنة من الوقف علي ذاتة ومعرفة نفسة ولا هو مندمج بنحو كلي بمجتمعة .

 مهما يكن من شيئ , فإن أكثر ما يثير الإنتباه ويستدعي التأمل  ما قاله صاحب اليخوت (روبن نوكس جونسون) : أن معدل الجريمة سينخفض لو حكم على الناس بالإبحار حول العالم بدلاً من سجنهم "عزلهم"). !!

الأحد، 8 أغسطس 2021

فيما يتعلق بالسجاد الأحمر (𝚁𝚎𝚍 𝚌𝚊𝚛𝚙𝚎𝚝)


إنه وفي القرن الخامس قبل الميلاد نجد اليونانيون يروون أساطير ، تؤكد أنهم أول من استخدم السجادة الحمراء ، في استقبال الأباطرة وأبطال الحروب الإغريقية ، ففي الأدب اليوناني القديم في مسرحية اخيليوس(𝚊𝚌𝚑𝚒𝚕𝚕𝚎𝚜) عام 458 قبل ميلاد ، ما يؤكد أن بداية من استخدم اللون الأحمر بالترحيب بالقادة والعظماء.

فتروي الأسطورة أن كليتيمنيسترا (𝙲𝚕𝚢𝚝𝚎𝚖𝚗𝚎𝚜𝚝𝚛𝚊) زوجة الملك الإغريقي اجاممنون (𝙰𝚐𝚊𝚖𝚎𝚖𝚗𝚘𝚗) ملك ارغوس ، والتي بسطت له سجادة حمراء ضخمة حين عودته من حرب طروادة التي انتصر فيها ، وقد تم فرش السجادة الحمراء من بوابة المدينة المحصنة ، وحتى قصره. 
ويسوغ لذلك ـ فرشها هذا السجاد ـ إنها كانت قد خططت لقتله حين إكتشفت خيانته لها ـ لذا حدد طريقه بهذا السجاد
كما انه ثم قول آخر حول الاسبقية من قبل البابلين إذ يروي أنهم فرشوة للملك اعلاة في إحد زاراته لهم , مهما يكن من شي , في أسبقية من استخدمه اولاً فانه بعد ذلك أصبح برتكولاً ثابت متفق علي عند إستقبال القادة والعظماء


(الصورة من مطار بغرب دارفور ـ إستقبال الوالي لضيوفة من أعضاء مجلس السيادة 2021 علي سجادة مسجد )

يحفظ التاريخ للرئيس الامريكي. جيمس مونرو (𝙹𝚊𝚖𝚎𝚜 𝙼𝚞𝚗𝚛𝚘)انه فرش له السجاد الأحمر في مراسم إستقباله في إحد زياراته الداخلية في العام 1821م

وفي العام 1922م ، في العرض الأول لمسرحية روبن هود (𝚁𝚘𝚋𝚒𝚗 𝙷𝚘𝚘𝚍) على أحد مسارح هوليود ، تم استخدام السجادة الحمراء لأول مرة لاستقبال الفنانين والضيوف ، وقد وجدت السجادة الحمراء طريقها لحفل توزيع جوائز الأوسكار العالمي منذ ذلك اليوم. ( وتظل مفروشه علي مدار يومين ويبلغ طولها 50. 153م²)

  ومن مظاهر قواعد البروتوكولات والمراسم هو أن يكون السجاد الأحمر أساسي في استقبال الزوار ، ويكون طول السجاد 50 م للقادة والرؤساء والملوك بينما يكون في حدود الـ 10 أمتار لمن دونهم في الرتبه.  

شذ عن هذة القاعدة (استخدام السجاد الأحمر) في المراسم والتشريفات كل من تركيا والمملكه العربية السعودية ـ فيما أعلم ـ  ، فقد منعت تركيا فرش السجاد الأحمر لاستقبال ضيوف الدولة ، ويعود ذلك .لقرار رسمي أصدره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، في نوفمبر 2013م ، بشأن لون السجاد المستخدم في استقبال الزيارات الرسمية ، حيث تقرر استبدال لون السجاد الأحمر باللون الأزرق ،
أرجع القرار إلي أن الرئيس رجب طيب أردوغان ، رفض أن يكون لون علم الدولة ، هو نفس لون السجاد الذي يتم السير عليها بالأقدام.

ولحق بتركيا, المملكة العربية السعودية إذ أصدرت وزارة الثقافة في مايو 2021 مرسوماً بتغير اللون الاحمر الي اللون البنفسجي ليتوافق مع الطبيعة الصحراوية للمملكة في الربيع بالاشارة الي أزهار الخزامي البرية

غير ذلك درج إستخدام الـ(𝚁𝚎𝚍 𝚌𝚊𝚛𝚙𝚎𝚝) كإسلوب ترحيبي وشكل من الفخامة للزوار والمستخدمين من قبل
 أصحاب الفنادق والمسارح والمحال التجارية كما فعلت ـ في وقت سابق ـ مصلحة السكه حديد الامريكية حين إستخدمته علي الممرات في محطات القطار وعلي الابواب كترحيب بالركاب .

طاعون أثينا...أول وباء وثقه التاريخ


في القرن الخامس قبل الميلاد، كتب الروائي والكاتب المسرحي التراجيدي سوفوكليس (𝚂𝚘𝚙𝚑𝚘𝚌𝚕𝚎𝚜) مسرحيته "أوديب ملكا" التي يكافح بطلها لتحديد سبب الطاعون الذي ضرب مدينته "طيبة" وأهلك الحرث والنسل وامتلأت الأرض بالجثث وسادت الفوضى، ليكتشف أن السبب هو القيادة السيئة للمدينة. 





كانت الأوبئة شائعة في العالم القديم، وفي بعض الأحيان كان يوجه اللوم للقادة السيئين، بدلا من تفسيرها "بغضب الآلهة" مثل الكوارث الطبيعية الأخرى , كتب الشاعر الإغريقي الشهير هسيودوس (𝙷𝚎𝚜𝚒𝚘𝚍)على لسان زيوس(𝚉𝚎𝚞𝚜) -الشخصية الأسطورية في الأساطير الدينية الإغريقية - قوله إنه سيرهق القادة السيئين عبر الهزائم العسكرية والأوبئة، ويصف شعر الإلياذة الحكام السيئين الذين يدمرون شعبهم بتهورهم بأنهم "رعاة سيئون يدمرون قطعانهم.


كان المؤرخين القدماء مثل بوليبيوس(𝙿𝚘𝚕𝚢𝚋𝚒𝚞𝚜) في القرن الثاني قبل الميلاد وليفي (...) في القرن الأول قبل الميلاد كانوا يحاولون أيضا البحث عن تفسيرات "عقلانية" للوباء مثل تغير المناخ والتلوث، وروى المؤرخ ثوسيديديس (𝚃𝚑𝚞𝚌𝚢𝚍𝚒𝚍𝚎𝚜) كيف ضرب الطاعون -ذو الأصول الإثيوبية المزعومة- أثينا عام 430 قبل الميلاد، وشرح أعراض المرض مثل الحمى وضيق التنفس والهذيان. 

وكانت أثينا دولة غير مستعدة لمواجهة تحدي هذا الطاعون، ويصف (𝚃𝚑𝚞𝚌𝚢𝚍𝚒𝚍𝚎𝚜) عدم جدوى أي استجابة بشرية بالقول إن مناشدات الآلهة وعمل الأطباء -الذين ماتوا بأعداد كبيرة- كانتا وسيلتين عديمتي الفائدة على حد سواء، وتسبب المرض في الدمار، لأن الأثينيون تكدسوا داخل أسوار المدينة تجنبا لمواجهة مفتوحة مع جيوش إسبرطة خلال حرب البيلوبونيز( 𝙿𝚎𝚕𝚘𝚙𝚘𝚗𝚗𝚎𝚜𝚎) المأساوية بين المدينتين التي استمرت أكثر من سبعين عاما (431-404ق. م)

وأحالت الإستراتيجية العسكرية التي انتهجها بريكليس(𝙿𝚎𝚛𝚒𝚌𝚕𝚎𝚜) "أحد أشهر القادة اليونانيين القدماء" أثينا إلى مرتع للمرض، عندما اقتنع مجلس الحكم فيها بالتخلي عن المناطق الريفية المحيطة لصالح كتائب المشاة الإسبرطيين، ونقل سكان هذه المناطق إلى داخل أسوار المدينة المكتظة بسكانها، وأرسل البحرية الأثينية لغزو السواحل البيلوبونيزية أملاً في حمل القيادة الإسبرطية على وضع حد للحرب. 


ولم يكن منطق بريكليس(𝙿𝚎𝚛𝚒𝚌𝚕𝚎𝚜) الإستراتيجي والعسكري تشوبه شائبة، لكن الاختباء خلف الأسوار العالية أفضى إلى عواقب وخيمة، وقتل الطاعون ما يقدر بمئة ألف شخص، ويعتقد أنه دخل مدينة أثينا عبر ميناء بيريوس الذي يعد المصدر الوحيد للغذاء والإمدادات لأثينا القديمة، التي كانت مدينة تعج بالسكان. 

وتوفي العديد من مشاة أثينا والبحارة الخبراء، و حتي  جنرالهم المخضرم بريكليس (𝙿𝚎𝚛𝚒𝚌𝚕𝚎𝚜)، وبعده حكمت أثينا مجموعة من القادة وصفهم ثوسيديديس (𝚃𝚑𝚞𝚌𝚢𝚍𝚒𝚍𝚎𝚜) بأنهم غير أكفاء وضعفاء.

ورغم طبيعة الطاعون الرهيبة، يصر ثوسيديديس -الذي أصيب بالمرض ونجا منه- على أن أسوأ جزء هو اليأس الذي يشعر به الناس، مؤرخا لما اعتبره "رعب البشر الذين يموتون مثل الأغنام"، وموت المرضى بسبب الإهمال، ونقص المأوى المناسب، وانتشار الأمراض بسبب المدافن غير الصحية في مدينة غير مهيأة ومزدحمة، وسادت فيها أعمال النهب وغياب القانون.

وهكذا، تسببت أثينا، التي بنيت كحصن ضد أعدائها، بدمارها الذاتي، ومع ذلك لم يوقف الطاعون حرب طروادة()ولم يمنع أبناء أوديب من شن حرب أهلية فيما بينهم، ولم يعطِ تفشي الطاعون أهل آثينا أسبابا كافية لصنع السلام، بحسب هوميروس (𝙷𝚘𝚖𝚎𝚛)ومؤرخي اليونان القديمة مثل سوفوكليس (𝚂𝚘𝚙𝚑𝚘𝚌𝚕𝚎𝚜) وثوسيديديس.(𝚃𝚑𝚞𝚌𝚢𝚍𝚒𝚍𝚎𝚜)

ويركز ثيوسيديديس على الانهيار في القيم التقليدية، حيث استبدل الشرف بالانغماس في اللذات، و"لم يعد هناك خوف من الإله أو الإنسان"، وأما بالنسبة للجرائم ضد القانون "فلم يتوقع أحد أن يعيش طويلاً بما يكفي لتقديمه للمحاكمة ومعاقبته، وبدلا من ذلك , شعر الجميع أن عقوبة أشد بكثير قد صدرت بحقه فعلا

ومع ذلك، يعتبر ثيوسيديديس (𝚃𝚑𝚞𝚌𝚢𝚍𝚒𝚍𝚎𝚜) أن الكلمات تعجز حقا عن إعطاء صورة عامة عن هذا المرض، أما معاناة الأفراد فقد بدوا كأنهم يفوقون قدرة الطبيعة البشرية على الصمود. 

الثلاثاء، 3 أغسطس 2021

مفارقة القوة المطلقة (4 - 4)


يصف بيتر جيتش أربعة مستوياتٍ من القدرة الكلية ويرفضها جميعها. كما أنه يعرّف ويدافع عن فكرة أقلّ شأنًا تتجلّى في «تعالي» الله.


«تمثّل ص القدرة المطلقة المحتومة» مما يعني أن «ص» يمكنها فعل أي شيءٍ يمكن التعبير عنه بمجموعةٍ من الكلمات حتى إذا كانت متناقضةً مع نفسها: «ص» غير ملزمة بقوانين المنطق».
إن «ص مطلقة القدرة» ما يعني أن «ص يمكن أن تفعل س» صحيحة إذا وفقط إذا كانت س وصفًا متّسقًا منطقيًا لحالة الأمور. 

أيّد توما الأكويني هذه الحالة ذات مرّة. هذا التعريف للقدرة المطلقة يحلّ بعض المفارقات المرتبطة بالقدرة المطلقة، لكن بعض الصيغ الحديثة للمفارقة ما زالت تتضارب مع هذا  التعريف :  لنفترض أن س = «أن تصنع شيئًا لا يستطيع صانعه رفعه». كما يشير جورج مافرودز، ليس هنالك ما هو متناقضٌ منطقيًا حول هذا الأمر. يمكن للرجل، على سبيل المثال، صنع قاربٍ لا يستطيع رفعه.
«ص تمثّل القدرة المطلقة» ما يعني أن «ص يمكن أن تفعل س» صحيحة إذا وفقط إذا كانت «ص تفعل س» متّسقة منطقيًا. 

تتلخّص الفكرة هنا في استبعاد الأفعال التي تكون غير متّسقة بالنسبة لما يتعيّن على ص فعله ولكنها قد تكون متّسقة مع آخرين. 

مرةً أخرى، يبدو أحيانًا كما لو أن الأكويني يؤيّد هذا الحالة.هنا لم يعد قلق مافرودز بشأن س = «صنع شيءٍ لا يمكن لصانعه رفعه» مشكلةً بعد الآن، لأن «الله يفعل س» ليست متّسقة منطقيًا. ومع ذلك، هذا الحساب يعاني من مشاكل في المسائل الأخلاقية مثل س = «يروي كذبةً» أو المسائل الزمانية مثل س = «تحقّق أن روما لم تُؤسّس قط».
«ص تمثّل القدرة المطلقة» ما يشير إلى أنه عندما تكون «ص ستحقّق س» ممكنةً منطقيًا، فحينها تكون «ص يمكن أن تحقّق س» صحيحة. هذا الفهم، أيضًا لا يسمح بانبثاق مفارقة القدرة المطلقة، وعلى عكس التعريف اعلاه  يتجنّب أي مخاوف زمانية حول ما إذا كان الكائن ذو القدرة المطلقة قادرًا على تغيير الماضي. ومع ذلك، ينتقد بيتر جيتش حتى هذا الفهم بالقدرة المطلقة معتبرًا إياه سوء فهمٍ لطبيعة وعود الله.

إن «ص تمثّل الله تعالى» مما يعني أن ص ليست أقوى من أي مخلوقٍ وحسب؛ بل لا يمكن لأي مخلوقٍ التنافس مع ص في السلطة، حتى ولو كان ذلك التنافس دون جدوى. في هذا الحساب لا ينبثق شيء مثل مفارقة القدرة المطلقة، ولكن ربما يرجع ذلك إلى أن الله لا يجري تناوله تناولًا منطقيًا. من ناحيةٍ أخرى، يبدو أن أنسلم كانتربيري يعتقد أن التعالي هو أحد الصفات التي تجعل الله يُحسب مطلق القدرة.

يكتب القديس أوغسطينوس في كتابه مدينة الله «يُطلق على الله مطلق القدرة على أساس أنه يفعل ما يشاء» ولذلك يقترح تعريف أن «ص تمثّل مطلق القدرة» مما يعني أنه «إذا كانت ص ترغب في فعل س فحينها يمكن لـ ص أن تفعل س».

يمكن تطبيق مفهوم القدرة المطلقة على كينونةٍ (ما) بطرقٍ مختلفة. الكائن مطلق القدرة بجوهره يكون كيانًا مطلق القدرة بالضرورة. على النقيض من ذلك، فالكائن مطلق القدرة بمحض المصادفة هو كيانٌ يمكن أن يكون مطلق القدرة لفترةٍ مؤقّتة من الزمن، ثم يفقد تلك الصفة. يمكن تطبيق مفارقة القدرة المطلقة على كل نوعٍ من أنواع الكائن تطبيقًا مختلفًا.

يجادل بعض الفلاسفة، مثل رينيه ديكارت، بأن الله حتمًا مطلق القدرة. بالإضافة إلى ذلك، اعتبر بعض الفلاسفة الافتراض بأن الكائن إما مطلق القدرة أو ليس مطلق القدرة معضلةً باطلة، لأنها تهمل احتمالية وجود درجاتٍ متفاوتة من المقدرة المطلقة. تضمّنت بعض النهج الحديثة للمسألة

       ماتزال هنالك نقاشاتٍ دلالية حول ما إذا كانت اللغة -وبالتالي الفلسفة- قادرةً على معالجة مفهوم القدرة المطلقة بحد ذاتها.
تم
بالإمكان مراجعه هذة المقالات مجتمعه علي صفحتي بالفيس بوك 
وفي حال كنت مهتم بالتعليقات راجع  مجموعة الفلسفة ‏الرواقية ‏علي الفيس بوك. 

مفارقة القوة المطلقة (3 - 4)


ورد فهمٌ حديث شائع لمفارقة القدرة المطلقة في السؤال التالي: «هل يستطيع [كائنٌ ذو قدرةٍ مطلقة] أن يوجد صخرةً لا يستطيع رفعها؟» يثير هذا السؤال معضلةً.
ــ إما أن يوجد (يخلق)هذا الكائن حجرًا لا يمكنه رفعه ..
ــ أو لا يمكنه إيجاد (خلق) حجرٍ لا يمكنه رفعه.

 إذا كان الكائن يستطيع أن إيجاد حجرًا لا يمكنه رفعه، فهو ليس قادرًا نظرًا لوجود عتبة وزن تفوق قوّته الخاصّة للرفع. إذا كان الكائن لا يستطيع أن يوجد(يخلق) حجرًا لا يمكنه رفعه، فهناك شيء لا يمكنه ايجادة (خلقة)، وبالتالي هو ليس مطلق القدرة. في كلتا الحالتين، الكائن ليس مطلق القدرة.

توجد مسألةٌ ذات صلة تتلخّص في ما إذا كان المفهوم «ممكنٌ منطقيًا» مختلفًا في العالم الذي توجد فيه القدرة المطلقة عن عالمٍ لا وجود للقدرة المطلقة فيه.

 اما فيما يختص بطبيعة ما زكرت حول معضلة القدرة التي لا يمكن مقاومتها والتي بدت كممفارقة اقرب الي كونها متناقضة من المعضلة فان تحليلها : 

 «ماذا سيحدث إذا ما واجهت قوّةٌ لا يمكن مقاومتها جسمًا لا يمكن تحريكه؟» 

تكمن إحدى الإجابات على هذه المفارقة بنكران صيغتها، من خلال القول أنه إذا كانت القوّة لا يمكن مقاومتها، فعندئذٍ لا يوجد شيء لا يمكن تحريكه؛ أو على العكس من ذلك، إذا كان هناك جسمٌ لا يمكن تحريكه، فعندئذٍ، وبحكم التعريف، لا يمكن لأيّ قوّةٍ أن يكون من غير الممكن مقاومتها. يزعم البعض أن السبيل الوحيد لحلّ هذه المفارقة يكمن في أن القوّة التي لا يمكن مقاومتها والأجسام التي لا يمكن تحريكها لن يلتقيا أبدًا. لكن هذا ليس حلًا للمفارقة، لأن الجسم لا يمكن من حيث المبدأ أن يكون من غير الممكن تحريكه إذا كانت هناك قوّة يمكنها من حيث المبدأ تحريكه، بغض النظر عما إذا كانت القوّة والجسم يلتقيان بالفعل او لا! 

يتبع

مفارقة القوة المطلقة (2 - 4)


مفارقة (ماذا سيحدث إذا واجهت قدرة لا يمكن مقاومتها جسما لا يمكن تحريكه)  هي مجموعة من المفارقات التي تتمخّض من بعض الفهم لمصطلح القدرة المطلقة. تنشأ المفارقة، على سبيل المثال، عند افتراض المرء بعدم وجود حدودٍ لكينونة القدرة المطلقة وأن تلك الكينونة قادرة على تحقيق أي نتيجة، لدرجة الأفكار المتناقضة منطقيًا مثل إنشاء (دوائر مربعة)

. رفض اللاهوتيون ومنهم توما ألاكويني الفهم الذي لا حدود له للقدرة المطلقة، حاله حال فلاسفة الدين "المسيحيين" المعاصرين، مثل ألفين كارل بلانتينغا. وتُوصف الحجج التي لا تنتمي إلى الإلهيات القائمة على مفارقة القدرة المطلقة أحيانًا كدليلٍ على الإلحاد ، على الرغم من أن علماء اللاهوت والفلاسفة المسيحيين، مثل نورمان جيزلر ووليام لين كرايغ، يجادلون أن الفهم الذي لا حدود له للقدرة المطلقة لا يمتّ بصلةٍ إلى الإلهيات الأصولية. 

توجد طُروحاتٌ أخرى محتملة للمفارقة تعتمد على تعريف القدرة المطلقة وطبيعة الله فيما يتعلق بهذا التطبيق وما إذا كانت القدرة المطلقة مركّزة على الإله نفسه أم نحو الخارج على محيطه الخارجي.

لمفارقة القدرة المطلقة أصولٌ تعود إلى العصور الوسطى، برجع تاريخها إلى القرن الثاني عشر على الأقل. وتناولها ابن رشد (فيمايزكر)  ثم في وقتٍ لاحق توما ألاكويني. يوجد لدى الفيلسوف وعالم اللاهوت المسيحي صاحب الاسم المستعار ديونيسيوس الأريوباغي (قبل عام 532) فهمٌ سابق للمفارقة، إذ يسأل عما إذا كان من الممكن للإله أن «ينكر الإله نفسه».

الفهم الأكثر شهرة من مفارقة القدرة المطلقة هو ما يسمّى بمفارقة الصخرة: «هل يستطيع الإله خلق صخرةٍ لا يستطيع هو نفسه أن يرفعها؟» يعتبر هذا الفهم لمفارقة القدرة المطلقة عرضةً للاعتراضات على أساس الطبيعة الفيزيائية للجاذبية، مثل "كيف يعتمد وزن جسمٍ ما على ما يعدّ مجالًا للجاذبية المحلية."

 تتضمّن الإفادات البديلة للمفارقة التي لا تنطوي على مثل هذه الصعوبات «إذا أعطيت أوليات الهندسة الإقليدية، فهل يمكن للإله أن يخلق مثلّثًا لا تزيد زواياه عن 180 درجة؟» و«هل يستطيع كائن ما ذا قدرة مطلقة أن يخلق سجنًا محصنًا لا يستطيع الهروب منه؟».

يتبع