الأحد، 8 أغسطس 2021

فيما يتعلق بالسجاد الأحمر (𝚁𝚎𝚍 𝚌𝚊𝚛𝚙𝚎𝚝)


إنه وفي القرن الخامس قبل الميلاد نجد اليونانيون يروون أساطير ، تؤكد أنهم أول من استخدم السجادة الحمراء ، في استقبال الأباطرة وأبطال الحروب الإغريقية ، ففي الأدب اليوناني القديم في مسرحية اخيليوس(𝚊𝚌𝚑𝚒𝚕𝚕𝚎𝚜) عام 458 قبل ميلاد ، ما يؤكد أن بداية من استخدم اللون الأحمر بالترحيب بالقادة والعظماء.

فتروي الأسطورة أن كليتيمنيسترا (𝙲𝚕𝚢𝚝𝚎𝚖𝚗𝚎𝚜𝚝𝚛𝚊) زوجة الملك الإغريقي اجاممنون (𝙰𝚐𝚊𝚖𝚎𝚖𝚗𝚘𝚗) ملك ارغوس ، والتي بسطت له سجادة حمراء ضخمة حين عودته من حرب طروادة التي انتصر فيها ، وقد تم فرش السجادة الحمراء من بوابة المدينة المحصنة ، وحتى قصره. 
ويسوغ لذلك ـ فرشها هذا السجاد ـ إنها كانت قد خططت لقتله حين إكتشفت خيانته لها ـ لذا حدد طريقه بهذا السجاد
كما انه ثم قول آخر حول الاسبقية من قبل البابلين إذ يروي أنهم فرشوة للملك اعلاة في إحد زاراته لهم , مهما يكن من شي , في أسبقية من استخدمه اولاً فانه بعد ذلك أصبح برتكولاً ثابت متفق علي عند إستقبال القادة والعظماء


(الصورة من مطار بغرب دارفور ـ إستقبال الوالي لضيوفة من أعضاء مجلس السيادة 2021 علي سجادة مسجد )

يحفظ التاريخ للرئيس الامريكي. جيمس مونرو (𝙹𝚊𝚖𝚎𝚜 𝙼𝚞𝚗𝚛𝚘)انه فرش له السجاد الأحمر في مراسم إستقباله في إحد زياراته الداخلية في العام 1821م

وفي العام 1922م ، في العرض الأول لمسرحية روبن هود (𝚁𝚘𝚋𝚒𝚗 𝙷𝚘𝚘𝚍) على أحد مسارح هوليود ، تم استخدام السجادة الحمراء لأول مرة لاستقبال الفنانين والضيوف ، وقد وجدت السجادة الحمراء طريقها لحفل توزيع جوائز الأوسكار العالمي منذ ذلك اليوم. ( وتظل مفروشه علي مدار يومين ويبلغ طولها 50. 153م²)

  ومن مظاهر قواعد البروتوكولات والمراسم هو أن يكون السجاد الأحمر أساسي في استقبال الزوار ، ويكون طول السجاد 50 م للقادة والرؤساء والملوك بينما يكون في حدود الـ 10 أمتار لمن دونهم في الرتبه.  

شذ عن هذة القاعدة (استخدام السجاد الأحمر) في المراسم والتشريفات كل من تركيا والمملكه العربية السعودية ـ فيما أعلم ـ  ، فقد منعت تركيا فرش السجاد الأحمر لاستقبال ضيوف الدولة ، ويعود ذلك .لقرار رسمي أصدره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، في نوفمبر 2013م ، بشأن لون السجاد المستخدم في استقبال الزيارات الرسمية ، حيث تقرر استبدال لون السجاد الأحمر باللون الأزرق ،
أرجع القرار إلي أن الرئيس رجب طيب أردوغان ، رفض أن يكون لون علم الدولة ، هو نفس لون السجاد الذي يتم السير عليها بالأقدام.

ولحق بتركيا, المملكة العربية السعودية إذ أصدرت وزارة الثقافة في مايو 2021 مرسوماً بتغير اللون الاحمر الي اللون البنفسجي ليتوافق مع الطبيعة الصحراوية للمملكة في الربيع بالاشارة الي أزهار الخزامي البرية

غير ذلك درج إستخدام الـ(𝚁𝚎𝚍 𝚌𝚊𝚛𝚙𝚎𝚝) كإسلوب ترحيبي وشكل من الفخامة للزوار والمستخدمين من قبل
 أصحاب الفنادق والمسارح والمحال التجارية كما فعلت ـ في وقت سابق ـ مصلحة السكه حديد الامريكية حين إستخدمته علي الممرات في محطات القطار وعلي الابواب كترحيب بالركاب .

طاعون أثينا...أول وباء وثقه التاريخ


في القرن الخامس قبل الميلاد، كتب الروائي والكاتب المسرحي التراجيدي سوفوكليس (𝚂𝚘𝚙𝚑𝚘𝚌𝚕𝚎𝚜) مسرحيته "أوديب ملكا" التي يكافح بطلها لتحديد سبب الطاعون الذي ضرب مدينته "طيبة" وأهلك الحرث والنسل وامتلأت الأرض بالجثث وسادت الفوضى، ليكتشف أن السبب هو القيادة السيئة للمدينة. 





كانت الأوبئة شائعة في العالم القديم، وفي بعض الأحيان كان يوجه اللوم للقادة السيئين، بدلا من تفسيرها "بغضب الآلهة" مثل الكوارث الطبيعية الأخرى , كتب الشاعر الإغريقي الشهير هسيودوس (𝙷𝚎𝚜𝚒𝚘𝚍)على لسان زيوس(𝚉𝚎𝚞𝚜) -الشخصية الأسطورية في الأساطير الدينية الإغريقية - قوله إنه سيرهق القادة السيئين عبر الهزائم العسكرية والأوبئة، ويصف شعر الإلياذة الحكام السيئين الذين يدمرون شعبهم بتهورهم بأنهم "رعاة سيئون يدمرون قطعانهم.


كان المؤرخين القدماء مثل بوليبيوس(𝙿𝚘𝚕𝚢𝚋𝚒𝚞𝚜) في القرن الثاني قبل الميلاد وليفي (...) في القرن الأول قبل الميلاد كانوا يحاولون أيضا البحث عن تفسيرات "عقلانية" للوباء مثل تغير المناخ والتلوث، وروى المؤرخ ثوسيديديس (𝚃𝚑𝚞𝚌𝚢𝚍𝚒𝚍𝚎𝚜) كيف ضرب الطاعون -ذو الأصول الإثيوبية المزعومة- أثينا عام 430 قبل الميلاد، وشرح أعراض المرض مثل الحمى وضيق التنفس والهذيان. 

وكانت أثينا دولة غير مستعدة لمواجهة تحدي هذا الطاعون، ويصف (𝚃𝚑𝚞𝚌𝚢𝚍𝚒𝚍𝚎𝚜) عدم جدوى أي استجابة بشرية بالقول إن مناشدات الآلهة وعمل الأطباء -الذين ماتوا بأعداد كبيرة- كانتا وسيلتين عديمتي الفائدة على حد سواء، وتسبب المرض في الدمار، لأن الأثينيون تكدسوا داخل أسوار المدينة تجنبا لمواجهة مفتوحة مع جيوش إسبرطة خلال حرب البيلوبونيز( 𝙿𝚎𝚕𝚘𝚙𝚘𝚗𝚗𝚎𝚜𝚎) المأساوية بين المدينتين التي استمرت أكثر من سبعين عاما (431-404ق. م)

وأحالت الإستراتيجية العسكرية التي انتهجها بريكليس(𝙿𝚎𝚛𝚒𝚌𝚕𝚎𝚜) "أحد أشهر القادة اليونانيين القدماء" أثينا إلى مرتع للمرض، عندما اقتنع مجلس الحكم فيها بالتخلي عن المناطق الريفية المحيطة لصالح كتائب المشاة الإسبرطيين، ونقل سكان هذه المناطق إلى داخل أسوار المدينة المكتظة بسكانها، وأرسل البحرية الأثينية لغزو السواحل البيلوبونيزية أملاً في حمل القيادة الإسبرطية على وضع حد للحرب. 


ولم يكن منطق بريكليس(𝙿𝚎𝚛𝚒𝚌𝚕𝚎𝚜) الإستراتيجي والعسكري تشوبه شائبة، لكن الاختباء خلف الأسوار العالية أفضى إلى عواقب وخيمة، وقتل الطاعون ما يقدر بمئة ألف شخص، ويعتقد أنه دخل مدينة أثينا عبر ميناء بيريوس الذي يعد المصدر الوحيد للغذاء والإمدادات لأثينا القديمة، التي كانت مدينة تعج بالسكان. 

وتوفي العديد من مشاة أثينا والبحارة الخبراء، و حتي  جنرالهم المخضرم بريكليس (𝙿𝚎𝚛𝚒𝚌𝚕𝚎𝚜)، وبعده حكمت أثينا مجموعة من القادة وصفهم ثوسيديديس (𝚃𝚑𝚞𝚌𝚢𝚍𝚒𝚍𝚎𝚜) بأنهم غير أكفاء وضعفاء.

ورغم طبيعة الطاعون الرهيبة، يصر ثوسيديديس -الذي أصيب بالمرض ونجا منه- على أن أسوأ جزء هو اليأس الذي يشعر به الناس، مؤرخا لما اعتبره "رعب البشر الذين يموتون مثل الأغنام"، وموت المرضى بسبب الإهمال، ونقص المأوى المناسب، وانتشار الأمراض بسبب المدافن غير الصحية في مدينة غير مهيأة ومزدحمة، وسادت فيها أعمال النهب وغياب القانون.

وهكذا، تسببت أثينا، التي بنيت كحصن ضد أعدائها، بدمارها الذاتي، ومع ذلك لم يوقف الطاعون حرب طروادة()ولم يمنع أبناء أوديب من شن حرب أهلية فيما بينهم، ولم يعطِ تفشي الطاعون أهل آثينا أسبابا كافية لصنع السلام، بحسب هوميروس (𝙷𝚘𝚖𝚎𝚛)ومؤرخي اليونان القديمة مثل سوفوكليس (𝚂𝚘𝚙𝚑𝚘𝚌𝚕𝚎𝚜) وثوسيديديس.(𝚃𝚑𝚞𝚌𝚢𝚍𝚒𝚍𝚎𝚜)

ويركز ثيوسيديديس على الانهيار في القيم التقليدية، حيث استبدل الشرف بالانغماس في اللذات، و"لم يعد هناك خوف من الإله أو الإنسان"، وأما بالنسبة للجرائم ضد القانون "فلم يتوقع أحد أن يعيش طويلاً بما يكفي لتقديمه للمحاكمة ومعاقبته، وبدلا من ذلك , شعر الجميع أن عقوبة أشد بكثير قد صدرت بحقه فعلا

ومع ذلك، يعتبر ثيوسيديديس (𝚃𝚑𝚞𝚌𝚢𝚍𝚒𝚍𝚎𝚜) أن الكلمات تعجز حقا عن إعطاء صورة عامة عن هذا المرض، أما معاناة الأفراد فقد بدوا كأنهم يفوقون قدرة الطبيعة البشرية على الصمود. 

الثلاثاء، 3 أغسطس 2021

مفارقة القوة المطلقة (4 - 4)


يصف بيتر جيتش أربعة مستوياتٍ من القدرة الكلية ويرفضها جميعها. كما أنه يعرّف ويدافع عن فكرة أقلّ شأنًا تتجلّى في «تعالي» الله.


«تمثّل ص القدرة المطلقة المحتومة» مما يعني أن «ص» يمكنها فعل أي شيءٍ يمكن التعبير عنه بمجموعةٍ من الكلمات حتى إذا كانت متناقضةً مع نفسها: «ص» غير ملزمة بقوانين المنطق».
إن «ص مطلقة القدرة» ما يعني أن «ص يمكن أن تفعل س» صحيحة إذا وفقط إذا كانت س وصفًا متّسقًا منطقيًا لحالة الأمور. 

أيّد توما الأكويني هذه الحالة ذات مرّة. هذا التعريف للقدرة المطلقة يحلّ بعض المفارقات المرتبطة بالقدرة المطلقة، لكن بعض الصيغ الحديثة للمفارقة ما زالت تتضارب مع هذا  التعريف :  لنفترض أن س = «أن تصنع شيئًا لا يستطيع صانعه رفعه». كما يشير جورج مافرودز، ليس هنالك ما هو متناقضٌ منطقيًا حول هذا الأمر. يمكن للرجل، على سبيل المثال، صنع قاربٍ لا يستطيع رفعه.
«ص تمثّل القدرة المطلقة» ما يعني أن «ص يمكن أن تفعل س» صحيحة إذا وفقط إذا كانت «ص تفعل س» متّسقة منطقيًا. 

تتلخّص الفكرة هنا في استبعاد الأفعال التي تكون غير متّسقة بالنسبة لما يتعيّن على ص فعله ولكنها قد تكون متّسقة مع آخرين. 

مرةً أخرى، يبدو أحيانًا كما لو أن الأكويني يؤيّد هذا الحالة.هنا لم يعد قلق مافرودز بشأن س = «صنع شيءٍ لا يمكن لصانعه رفعه» مشكلةً بعد الآن، لأن «الله يفعل س» ليست متّسقة منطقيًا. ومع ذلك، هذا الحساب يعاني من مشاكل في المسائل الأخلاقية مثل س = «يروي كذبةً» أو المسائل الزمانية مثل س = «تحقّق أن روما لم تُؤسّس قط».
«ص تمثّل القدرة المطلقة» ما يشير إلى أنه عندما تكون «ص ستحقّق س» ممكنةً منطقيًا، فحينها تكون «ص يمكن أن تحقّق س» صحيحة. هذا الفهم، أيضًا لا يسمح بانبثاق مفارقة القدرة المطلقة، وعلى عكس التعريف اعلاه  يتجنّب أي مخاوف زمانية حول ما إذا كان الكائن ذو القدرة المطلقة قادرًا على تغيير الماضي. ومع ذلك، ينتقد بيتر جيتش حتى هذا الفهم بالقدرة المطلقة معتبرًا إياه سوء فهمٍ لطبيعة وعود الله.

إن «ص تمثّل الله تعالى» مما يعني أن ص ليست أقوى من أي مخلوقٍ وحسب؛ بل لا يمكن لأي مخلوقٍ التنافس مع ص في السلطة، حتى ولو كان ذلك التنافس دون جدوى. في هذا الحساب لا ينبثق شيء مثل مفارقة القدرة المطلقة، ولكن ربما يرجع ذلك إلى أن الله لا يجري تناوله تناولًا منطقيًا. من ناحيةٍ أخرى، يبدو أن أنسلم كانتربيري يعتقد أن التعالي هو أحد الصفات التي تجعل الله يُحسب مطلق القدرة.

يكتب القديس أوغسطينوس في كتابه مدينة الله «يُطلق على الله مطلق القدرة على أساس أنه يفعل ما يشاء» ولذلك يقترح تعريف أن «ص تمثّل مطلق القدرة» مما يعني أنه «إذا كانت ص ترغب في فعل س فحينها يمكن لـ ص أن تفعل س».

يمكن تطبيق مفهوم القدرة المطلقة على كينونةٍ (ما) بطرقٍ مختلفة. الكائن مطلق القدرة بجوهره يكون كيانًا مطلق القدرة بالضرورة. على النقيض من ذلك، فالكائن مطلق القدرة بمحض المصادفة هو كيانٌ يمكن أن يكون مطلق القدرة لفترةٍ مؤقّتة من الزمن، ثم يفقد تلك الصفة. يمكن تطبيق مفارقة القدرة المطلقة على كل نوعٍ من أنواع الكائن تطبيقًا مختلفًا.

يجادل بعض الفلاسفة، مثل رينيه ديكارت، بأن الله حتمًا مطلق القدرة. بالإضافة إلى ذلك، اعتبر بعض الفلاسفة الافتراض بأن الكائن إما مطلق القدرة أو ليس مطلق القدرة معضلةً باطلة، لأنها تهمل احتمالية وجود درجاتٍ متفاوتة من المقدرة المطلقة. تضمّنت بعض النهج الحديثة للمسألة

       ماتزال هنالك نقاشاتٍ دلالية حول ما إذا كانت اللغة -وبالتالي الفلسفة- قادرةً على معالجة مفهوم القدرة المطلقة بحد ذاتها.
تم
بالإمكان مراجعه هذة المقالات مجتمعه علي صفحتي بالفيس بوك 
وفي حال كنت مهتم بالتعليقات راجع  مجموعة الفلسفة ‏الرواقية ‏علي الفيس بوك. 

مفارقة القوة المطلقة (3 - 4)


ورد فهمٌ حديث شائع لمفارقة القدرة المطلقة في السؤال التالي: «هل يستطيع [كائنٌ ذو قدرةٍ مطلقة] أن يوجد صخرةً لا يستطيع رفعها؟» يثير هذا السؤال معضلةً.
ــ إما أن يوجد (يخلق)هذا الكائن حجرًا لا يمكنه رفعه ..
ــ أو لا يمكنه إيجاد (خلق) حجرٍ لا يمكنه رفعه.

 إذا كان الكائن يستطيع أن إيجاد حجرًا لا يمكنه رفعه، فهو ليس قادرًا نظرًا لوجود عتبة وزن تفوق قوّته الخاصّة للرفع. إذا كان الكائن لا يستطيع أن يوجد(يخلق) حجرًا لا يمكنه رفعه، فهناك شيء لا يمكنه ايجادة (خلقة)، وبالتالي هو ليس مطلق القدرة. في كلتا الحالتين، الكائن ليس مطلق القدرة.

توجد مسألةٌ ذات صلة تتلخّص في ما إذا كان المفهوم «ممكنٌ منطقيًا» مختلفًا في العالم الذي توجد فيه القدرة المطلقة عن عالمٍ لا وجود للقدرة المطلقة فيه.

 اما فيما يختص بطبيعة ما زكرت حول معضلة القدرة التي لا يمكن مقاومتها والتي بدت كممفارقة اقرب الي كونها متناقضة من المعضلة فان تحليلها : 

 «ماذا سيحدث إذا ما واجهت قوّةٌ لا يمكن مقاومتها جسمًا لا يمكن تحريكه؟» 

تكمن إحدى الإجابات على هذه المفارقة بنكران صيغتها، من خلال القول أنه إذا كانت القوّة لا يمكن مقاومتها، فعندئذٍ لا يوجد شيء لا يمكن تحريكه؛ أو على العكس من ذلك، إذا كان هناك جسمٌ لا يمكن تحريكه، فعندئذٍ، وبحكم التعريف، لا يمكن لأيّ قوّةٍ أن يكون من غير الممكن مقاومتها. يزعم البعض أن السبيل الوحيد لحلّ هذه المفارقة يكمن في أن القوّة التي لا يمكن مقاومتها والأجسام التي لا يمكن تحريكها لن يلتقيا أبدًا. لكن هذا ليس حلًا للمفارقة، لأن الجسم لا يمكن من حيث المبدأ أن يكون من غير الممكن تحريكه إذا كانت هناك قوّة يمكنها من حيث المبدأ تحريكه، بغض النظر عما إذا كانت القوّة والجسم يلتقيان بالفعل او لا! 

يتبع

مفارقة القوة المطلقة (2 - 4)


مفارقة (ماذا سيحدث إذا واجهت قدرة لا يمكن مقاومتها جسما لا يمكن تحريكه)  هي مجموعة من المفارقات التي تتمخّض من بعض الفهم لمصطلح القدرة المطلقة. تنشأ المفارقة، على سبيل المثال، عند افتراض المرء بعدم وجود حدودٍ لكينونة القدرة المطلقة وأن تلك الكينونة قادرة على تحقيق أي نتيجة، لدرجة الأفكار المتناقضة منطقيًا مثل إنشاء (دوائر مربعة)

. رفض اللاهوتيون ومنهم توما ألاكويني الفهم الذي لا حدود له للقدرة المطلقة، حاله حال فلاسفة الدين "المسيحيين" المعاصرين، مثل ألفين كارل بلانتينغا. وتُوصف الحجج التي لا تنتمي إلى الإلهيات القائمة على مفارقة القدرة المطلقة أحيانًا كدليلٍ على الإلحاد ، على الرغم من أن علماء اللاهوت والفلاسفة المسيحيين، مثل نورمان جيزلر ووليام لين كرايغ، يجادلون أن الفهم الذي لا حدود له للقدرة المطلقة لا يمتّ بصلةٍ إلى الإلهيات الأصولية. 

توجد طُروحاتٌ أخرى محتملة للمفارقة تعتمد على تعريف القدرة المطلقة وطبيعة الله فيما يتعلق بهذا التطبيق وما إذا كانت القدرة المطلقة مركّزة على الإله نفسه أم نحو الخارج على محيطه الخارجي.

لمفارقة القدرة المطلقة أصولٌ تعود إلى العصور الوسطى، برجع تاريخها إلى القرن الثاني عشر على الأقل. وتناولها ابن رشد (فيمايزكر)  ثم في وقتٍ لاحق توما ألاكويني. يوجد لدى الفيلسوف وعالم اللاهوت المسيحي صاحب الاسم المستعار ديونيسيوس الأريوباغي (قبل عام 532) فهمٌ سابق للمفارقة، إذ يسأل عما إذا كان من الممكن للإله أن «ينكر الإله نفسه».

الفهم الأكثر شهرة من مفارقة القدرة المطلقة هو ما يسمّى بمفارقة الصخرة: «هل يستطيع الإله خلق صخرةٍ لا يستطيع هو نفسه أن يرفعها؟» يعتبر هذا الفهم لمفارقة القدرة المطلقة عرضةً للاعتراضات على أساس الطبيعة الفيزيائية للجاذبية، مثل "كيف يعتمد وزن جسمٍ ما على ما يعدّ مجالًا للجاذبية المحلية."

 تتضمّن الإفادات البديلة للمفارقة التي لا تنطوي على مثل هذه الصعوبات «إذا أعطيت أوليات الهندسة الإقليدية، فهل يمكن للإله أن يخلق مثلّثًا لا تزيد زواياه عن 180 درجة؟» و«هل يستطيع كائن ما ذا قدرة مطلقة أن يخلق سجنًا محصنًا لا يستطيع الهروب منه؟».

يتبع

مفارقة القوة المطلقة (1 - 4)

بالرجوع (لمنشور )¹: 

(ماذا سيحدث ..
إذا ما واجهت قوة لا يمكن مقاومتها جسماً لا يمكن تحريكة)

أو ما يمكن ان يعبر عنه بـ (القدرة المطلقة ), ربما هي من اكثر المعضلات تناقضًا ـ فهي تشمل تعارضاً عميقاً بين 

              العلم (الذي يرفض فرضية وجود قوة لا يمكن مقوامتها و جسما لا يمكن تحريكة في آن)
              والأخلاق والدين بالعموم ,(إمكانية أن يخلق الله ـ بوصفة مطلق القدرة ـ مثلث لا تزيد مجموع زواياه عن 180 درجة؟ )
              وربما اللغه كذلك فضلا عن المنطق الذي يرفض سياقتها ـ في عالم يفتقد فية كائن مطلق القدرة  باعتبار انه إذا كان هنالك قوة لا يمكن مواجهتها فليس ثمه إمكانية لوجود جسم لا يمكن تحريكة. أو العكس 

ولإن قدر لي  استعرض جانبا منها علي حلقات حتي تتم الفائدة ـ سيما وان (كل)  التعليقات ذاتية بحته لم تمد الي جوهر الموضوع بصلة  .

(1) المنشور بمجموعه "الفلسفة الرواقية" بالفيس بوك

سفينة ثيسيوس وسؤال الهوية

ايّ شيئ فيك .. يمكن أن يحدد من أنت؟

الإجابه عن هذا السؤال تحينا الي تساؤلات فوريه مُلحة كـ : (من نحن وماذا نريد؟)

حسناً .. 

في أواخر القرن الأول الميلادي طرح فلوطرخس (𝚙𝚕𝚞𝚝𝚊𝚛𝚌𝚑) في كتابه (حياة ثيسيوس) قضية فكرية متناقضة و ثرة متسائلا : 
عما إذا كانت السفينة التي يتم استبدال كل جزء منها , تظل نفسها هي ذات السفينة أم لا.؟
 
يزكر ان ثيسيوس (𝚃𝚑𝚎𝚜𝚎𝚞𝚜 𝙰𝚎𝚐𝚎𝚞𝚜) هذا  
كانت له سفينه تم حفظها من قبل الاثنينين في مُتحف لخليدها إكراماً لما صنعه بها من ملاحم وبطولات سابقه بالحاضرة , طالت المدة وأصبحت ألواح السفينة تتآكل مع مرور الزمن بينما القائمين علي أمرها ـ وعلي سبيل الترميم ـ يستبدلون كل لوح تلف بآخر جديد ـ حتي غدت ذات يوم كل ألواح السفينة ليس هي ذاتها التي صنعها ثيسيوس(𝚃𝚑𝚎𝚜𝚎𝚞𝚜) , 

فيما بعد هذة القصة أثارت حفيظة عقول المفكرين لتصبح معضله فلسفية واجبه التحليل والحلحلة.

انقسم المتعاطين وياها الي : 
ــ هنالك من يري أن السفينة المرممة كلياً والموجودة بالمتحف هي ليس بذات السفينة القديمة , بمسوغ أن ليس من المكونات القديمة "الألواح" موجود ضمن المكونات الجديدة هذة.
ـــ بينما ذهب آخرون الي ان السفينة هي ذاتها سفينة ثيسيوس( 𝚂𝚑𝚒𝚙 𝚘𝚏 𝚃𝚑𝚎𝚜𝚎𝚞𝚜) ولكن بعد الترميم.

ومازاد الطين بله ,أن طرح احدهم وهو الإنجليزي(𝚃𝚑𝚘𝚖𝚊𝚜 𝙷𝚘𝚋𝚋𝚎𝚜) تساؤلاً ـ أراه منطقياً بمثل أنه وجيه ـ ماذا لو تم صناعه سفينة بذلك الخشب التالف تشابهه السفينة المرممة القابعه بالمتحف, فإي السفينتين هي سفينة ثيسيوس (𝚂𝚑𝚒𝚙 𝚘𝚏 𝚃𝚑𝚎𝚜𝚎𝚞𝚜)؟

منطقية هذا السؤال كونه وضعنا في مفاصله بين (هويتين) لذات الشي .! بيد أنهما منفكان زمانياً

كان هرقليطس (𝙷𝚎𝚛𝚊𝚌𝚕𝚒𝚝𝚞𝚜) ومن بعده أرسطو (𝙰𝚛𝚒𝚜𝚝𝚘𝚝𝚕𝚎) قد أثارا حواراً حول : علي إي شيئ نستند في نسب هوية الشيئ؟
فأرسطو كان يري أن "ماهية" الشيئ تعتمد علي أربعة عوامل :
(1) العامل المادي ( 𝙼𝚊𝚝𝚎𝚛𝚒𝚊𝚕 𝙲𝚊𝚞𝚜𝚎) : وهو المادة المصنوع منها الشيئ
(2) العامل البنائي (𝙵𝚘𝚛𝚖𝚊𝚕 𝙲𝚊𝚞𝚜𝚎) : وهو ما يتعلق بالشكل والتصميم
(3) العامل الفعّال (𝙴𝚏𝚏𝚒𝚌𝚒𝚎𝚗𝚝 𝙲𝚊𝚞𝚜𝚎) : وهو القوي التي ساعدت في صناعه الشيئ. 
(4) العامل النهائي(𝙵𝚒𝚗𝚊𝚕 𝙲𝚊𝚞𝚜𝚎) : وهو الغرض من صنع هذا الشيئ.

غير انه ـ اي أرسطو ـ كان يعول كثيرا في اعتماد نسب هوية الشيئ علي العامل الثاني "البنائي" اي شكل الشيئ مستنداً علي تصورات "مثال هرقليطس عن النهر" : ( يظل النهر نهرا حتي ان تغير العامل المادي ـ استبدال الماء بسائل اخر مثلاً, ولو تغير العامل النهائي ـ كاستخدام الناس له في اغراض اخري مختلفه ـ و ذلك لان ما يجعلنا ان نعتبر النهر , نهر هو شكله وتصميمة, فاذا إختل هذا الشكل سيتغير من كونه نهر الي إي شي اخر ـ كبحيرة بركه الخ.. )

 اذا تم تطبيق هذ المثال الهرقليطيسي علي سفينة ثيسيوس
 (𝚂𝚑𝚒𝚙 𝚘𝚏 𝚃𝚑𝚎𝚜𝚎𝚞𝚜) هذة . سنجد أن السفينة المرممة وأصبحت جديدة كلياً هي ذاتها سفينة ثيسيوس (𝚂𝚑𝚒𝚙 𝚘𝚏 𝚃𝚑𝚎𝚜𝚎𝚞𝚜) بسبب عدم تغير عاملها البنائي "شكلها وتصميمها" حتي وإن تغيرت العوامل الآخري كـ العامل المادي. "الالواح المصنوعه منها السفينة قديماً." مثلا. 

علي الرغم من ان رأي هرقليطس وأرسطو كان منطقياً إلا انه هش .. لا يصمد اذا ما طبقناه ـ مثلاً ـ علي : 

(*) شركة غيرت نشاطها وإدارتها وإحتفظت بذات الاسم, هل بذلك هي شركة جديدة؟
(*) لو تم تغير الادارة والإسم مع الإحتفاظ بالنشاط, هل هي ذاتها الشركه القديمة؟ 
بطبيعه الحال ليسنا بحاجة لإجابه السؤالين في التحولات اعلاه بقدر ماهو ضروري تحديد ماهو العامل المادي والعامل البنائي في هذة الحاله.(!)؟

كما هو بائن إنها معضلة بحق متناقضة , إستمر الجدال فيها حتي عند فلاسفة العصر الحديث الذين اتخذوها كـ نموزج مجازي لــ(فهم /تحديد) مفهوم "الهوية" بشكل عامل و عند الانسان بنحو خاص. 

وهنا مربط أشرعتنا ..

إستناداً علي ما تم إستعراضة
ومن واقع كونك إنسان (يخضع لعوامل أرسطو الاربعة تلك , ويمكن تطبيق مثال هرقليطس عن النهر فيه)  

و في سبيل تحديد هُويتك ومعرفة ذاتك ووفق متغرات مكوناتك (شكلك و مشاعرك وأفكارك ,زكرياتك ,مكانك والغاية التي أوجدت لها. وأفعالك .. الخ) ماذا لو تغّير أحد هذة الأشياء أو أكثر عما كان عليه أو فُــقد بنحو ما , هل سيؤثر ذلك (علي/في) هُويتك؟  
وإي شيئ من هؤلاء تراه الأكثر فاعلية في تحديد ذاتك او نسبه هُويتك الية؟
وليس بعيداً من ذلك ..ما الشئ الذي ينقصلك لتكون أنت, أنت؟ , أو الشيئ الذي إن (تغير ـ فُــقد) لم تعد انت ذاتك؟

في مقال لأستاذ علوم الحاسبات نوسون يانوفسكي (𝙽𝚘𝚜𝚘𝚗 𝚈𝚊𝚗𝚘𝚏𝚜𝚔𝚢) تناول معضلة سفينة ثيسيوس كغيرة من فلاسفة العصر الحديث في (تحديد/فهم) مفهوم الهوية ولكن من ناحية مختلفه تماما ـ
فتساؤلاته كانت تغوص في إمكانية الاتفاق علي تحديد مايمكن ان تكون عليه "سفينة ثيسيوس" إستناداً علي معطيات موضوعية .
كـ ماهي (𝚂𝚑𝚒𝚙 𝚘𝚏 𝚃𝚑𝚎𝚜𝚎𝚞𝚜) مثلا .
فإن التباين الصارخ شكل طريقة آخري قبليه في تراتيبية الاجابه للسؤال (من نحن وماذا نريد؟) ففي حين كان يعتبرها. ـ السفينة ـ بعضهم انها "إسطورة" كان هنالك من لا تعدو نظرتهم إليها ليس إلا كومة "أخشاب قديمة", وأخرون يرونها "قيمة تاريخية", وغيرهم يجدونها ذات "تصميم جميل" وحسب , في المقابل من أولئك من لا يهتم للأمر بحال.

والرجل. ـ (𝚈𝚊𝚗𝚘𝚏𝚜𝚔𝚢) ـ حين يطبق هذة المعطيات علي "هوية" الانسان , يخلص بالقول ان "هوية" الانسان ليست بالشيئ النابع منه "أصيلة", كما إنها ليس فقط من صنع العالم الخارجي "مكتسبة" الذي يوجد فية , لنجد أنفسنا أمام سؤال جوهري جداً. كان يُجهل أو يتعامل معه بوعي جمعي قد يحزم او يفك وثاق أشرعتنا .
ففي سبيل الإجابة عن السؤال : من نحن (الهوية) أصبحنا بحاجة لمعرفة : ماهي "الهوية" أولاً؟