الاثنين، 5 فبراير 2024

هل العُزلة أكثر (براءة) من الوحِدة؟ !



كانت (فيّ باوند ألبرتي)  تري الوحدة ـ في كتابها "سيرة الوحدة"  أن المشاعر الإنسانية بعيدة عن أن تكون متجاوزة للزمن وكينونته,  كما أنها تخضع للمتغيرات التاريخية من فكر وثقافة وممارسة ,لذا هي شديدة التغلب . 
ومن هذة. الزاوية الأكثر إلحاحا  بدت (فيّ باوند) ـ  أكثر عاطفية من الأكاديمي  (ديفيد فينست) في إستعراضة لـ " تاريخ العزلة" , الإستعراض الذي جلي فية "العُزلة" وتاريخها إجتماعياً وثقافياً علي مدي ثلاثة حقب  بنحوٍ جزل   .

فـ : (في عصر التنوير في القرن الثامن عشر,   كان وجود الإنسان منفردًا بمثابة إنحراف عن الفطرة الطبيعية للبشر التي كان يفترض أن تكون اجتماعية في جوهرها , لكن في العصر الرومانسي تغيرت هذه الفكرة في العالم الغربي، وأصبح الشعور بالوحدة سمة للعصر الحديث، ومثلت نوعًا من التأمل الروحي ومعرفة الذات واستكشاف ما يغيب عن المجتمع المادي.)

إستند "فينيست" في جمع بحثه حول  "تاريخ العزلة" علي مجموعة كبيرة من المصادر الأدبية والسوسيولوجية فضلاً عن التاريخية ـ. وخلص الي أن "العُزلة" وإن كانت في شكلها "وحِدة" إلا أنها ليس عن عوز الرفاق. فوق ذلك فهي :" وحدة فاشلة"  ـ غير أني أجدها أكثر (براءة) من الوحدة. !.

الغريب أن عالم الإجتماعي البريطاني  "فينست" عندما كان يحرر بحثة ذا, لم يكن علي علم بما ستؤول إليه الأحوال بالعالم. من "عُزلة" إجبارية جراء تفشي جائحة كرونا ـ غير أنه بدي وكأنه قد ضرب موعداً مع حزمة الإجراءات الإحترازية تلك كمصادفة لافتة , الإجراءات التي حفذت الكثيرين من الكُتاب ساعئذ من إستقصاء الأمر في بحوث مختلفة ـ كـ (أحمد شلتوت) علي سبيل الزكر .
يجدر زكر إن الشخص الذي يميل. لــ"العُزله" فإنه ليس بالضرورة أن يكون محتقراَ للأخرين ـ بل ـ. ربما ـ لأنهم   لا يثيرونه إجتماعياً ,  كما أنه (يُعد أكثر ذكاءاً من غيره ) بحسب تقرير أعدته (جورنال اوف سيكولجي. البرطانية ـ ) هذا مع الأخذ في الحسبان طبيعة العزلة  عمّا إذا كانت ميلاً ام عن دوافع ـإشكاليات " ـ  وما يوجد من فوارق بين ذلك .
إن الطبيعة الإجتماعية وتفاعل الشخص معها ـ قد ـ تدفعة ـ الي العزلة ضرورة لا إختيار وإن كان بالمحصلة النهائية. تنتهي العزلة  بصاحبها الي المعاناة من بعض الامراض  بإتفاق (فينيست) و (فيّ) ,في  (تاريخ العزلة) و(سيرة الوحدة) ـ بيد أن قوة الاخذ لخيار العزلة التي أضحي متنامٍ ـ  تهون علي المرء ما يحتمل ان يواجهه إضطرابات
 وإن أخذتا ( العُزلة / الوحِدة) شكلاً مغايراً عمل كانتا علية
فحديث جدا ـ وبعد التعلق المقيت بالـ (شوسال ميديا) وتقنية الوسائط المتعددة ـ بات المرء أكثر "عُزلة " عن الآخرين بجسد بمثل ماهو اعمق "وحدة" بعواطفه .. 
فلا هو في عزلة تمكنة من الوقف علي ذاتة ومعرفة نفسة ولا هو مندمج بنحو كلي بمجتمعة .

 مهما يكن من شيئ , فإن أكثر ما يثير الإنتباه ويستدعي التأمل  ما قاله صاحب اليخوت (روبن نوكس جونسون) : أن معدل الجريمة سينخفض لو حكم على الناس بالإبحار حول العالم بدلاً من سجنهم "عزلهم"). !!

ليست هناك تعليقات: