[url=http://apap.ahlamontada.com/t9722-topic]
ثمة علاقة وطيدة أوجدها صاحب فلسفة التاريخ عبد الرحمن بن خلدون فى سفره ( كتاب العبر وديوان المفيد أو الخبر فى أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذى السلطان الأكبر ) المعروف إجمالا ( بالمقدمة ) .
وجد أن أهل السودان ( أصحاب البشرة الغامغة عموما ) فيهم من الخفة والطيش وكثرة الطرب أكثر مما فى سواهم من البشر .
وألتمس ذلك من ولعهم بالرقص على كل توقيع ووصفهم بالحمق فى كل قطر , ويقول ( إن طبيعة الفرح والسرور تلك هى بإنتشار الروح الحيوانى وتفشية من تفشى الحرارة فى الهواء ( الجو ) كما أن البخار مخلص لها وزائدا فى كميتها ـ أى الروح الحيوانى ـ لهذا يجدون فى أنفسهم من الفرح والسرور ما لا يعبر الا به.
وعلى العكس من ذلك يرى إبن خلدون أن اؤلئك الذين يقطنون المناطق الباردة إن أرواحهم أكثر ميلا إلى الإنقباض والتثاقل ومخافة العواقب ـ والرجل يسوغ نظرته لهذه العلاقة بين الهواء وأخلاق الناس متصورا ما تفعله الخمر لمتعاطيها فإنه تتبعها ساعة نشوة عند تفشى بخار الروح فى القلب من الحرارة الغريزية التى تخالج مزاجة فتنتشى روحه ( أى كانت لون بشرة جسده ) فتحيا بطبيعة الفرح والسرور والنشوة .
كما أن مقدار سطوع الشمس وتأثيرها على لون البشرة بدرجة حرارتها يعزز نظريته هذه , ولما كان أهل السودان يعمرون الإقليم الرابع ذو الحرارة المرتفعة وسطوع الشمس الدآئم فهم أقرب حالا مما ذكر من فرح وسرور إلى أيضا عدم إكتراث ولا مبالاة بالعواقب .
ويمثل إبن خلدون لذلك ( أثر الهواء على أخلاق البشر ) يمثل له بدخول أحدهم الحمام بغية الإستمتاع بحمام مريح فإنه وماإن تلامس حرارة الهواء روحه فتشحنها لغاية أن تصبح حرارة بدنه أعلى نسبة من حرارة روحه ( مؤقت داخل الحمام ) فإنه يجد من الفرح والسرور (عرضا ) بما لا يعبر عنه إلا إرتياح وإنبساط وخفة روح وفى أحيانا كثيرة يصدح بلا إرادة بالغناء الناشئ من قبطة تلكم الحالة .
فمعمروا الإقليم الرابع تكون حرارة أمزجتهم وأرواحهم من حرارة أبدانهم ( بالطبيعة ) فتتفشى فيهم خواص الإسراع إلى الإنبساط والمرح ولذلك هم للطيش حينئذ أقرب منه للحكمة إثر ذلك .
وأقرب البشر حالا بأهل السودان أهل بلاد البربر من سكان مصر وذلك لأن هوائها مضاعف للحرارة بما إنعكس من أضواء سطح البحر وأشعته على أبدانهم فيؤثر ذلك على أرواحهم وأمزجتهم خفة وسرور .
وعلى العكس من أؤلئك وهؤلاء نجد أن معمرى التلال الباردة من سكان أهل المغرب مطرقين أطراف الحزن ومطأطئين فى النظر إلى العواقب حتى أن الواحد منهم ليدخر أقوات عامين قادمين من حبوب وحنطة ثم يبادر للأسواق لشراء قوت يومه هذا مخافة أن يرزأ شيئا من مدخره .
وإختتم إبن خلدون تدوين ملاحظاته فى هذه العلاقة فى خفة أرواح أهل الإقليم ذا الحرارة المرتفعة بتفنيد أقوال سابقيه ممن تناولوا الأمر قبله كـ ( المسعودى ويعقوب بن إسحق وما نقل من جليانوس والكندى ) حينما ذهبوا يسوغون خفة الروح وطيشها إلى ضعف أدمغة أؤلئك البشر ليس إلا , معلقا عليهم بقوله ( بأن ذلك كلام لا محصل له ولا برهان فيه ) .
• من مقدمة إبن خلدون
وجد أن أهل السودان ( أصحاب البشرة الغامغة عموما ) فيهم من الخفة والطيش وكثرة الطرب أكثر مما فى سواهم من البشر .
وألتمس ذلك من ولعهم بالرقص على كل توقيع ووصفهم بالحمق فى كل قطر , ويقول ( إن طبيعة الفرح والسرور تلك هى بإنتشار الروح الحيوانى وتفشية من تفشى الحرارة فى الهواء ( الجو ) كما أن البخار مخلص لها وزائدا فى كميتها ـ أى الروح الحيوانى ـ لهذا يجدون فى أنفسهم من الفرح والسرور ما لا يعبر الا به.
وعلى العكس من ذلك يرى إبن خلدون أن اؤلئك الذين يقطنون المناطق الباردة إن أرواحهم أكثر ميلا إلى الإنقباض والتثاقل ومخافة العواقب ـ والرجل يسوغ نظرته لهذه العلاقة بين الهواء وأخلاق الناس متصورا ما تفعله الخمر لمتعاطيها فإنه تتبعها ساعة نشوة عند تفشى بخار الروح فى القلب من الحرارة الغريزية التى تخالج مزاجة فتنتشى روحه ( أى كانت لون بشرة جسده ) فتحيا بطبيعة الفرح والسرور والنشوة .
كما أن مقدار سطوع الشمس وتأثيرها على لون البشرة بدرجة حرارتها يعزز نظريته هذه , ولما كان أهل السودان يعمرون الإقليم الرابع ذو الحرارة المرتفعة وسطوع الشمس الدآئم فهم أقرب حالا مما ذكر من فرح وسرور إلى أيضا عدم إكتراث ولا مبالاة بالعواقب .
ويمثل إبن خلدون لذلك ( أثر الهواء على أخلاق البشر ) يمثل له بدخول أحدهم الحمام بغية الإستمتاع بحمام مريح فإنه وماإن تلامس حرارة الهواء روحه فتشحنها لغاية أن تصبح حرارة بدنه أعلى نسبة من حرارة روحه ( مؤقت داخل الحمام ) فإنه يجد من الفرح والسرور (عرضا ) بما لا يعبر عنه إلا إرتياح وإنبساط وخفة روح وفى أحيانا كثيرة يصدح بلا إرادة بالغناء الناشئ من قبطة تلكم الحالة .
فمعمروا الإقليم الرابع تكون حرارة أمزجتهم وأرواحهم من حرارة أبدانهم ( بالطبيعة ) فتتفشى فيهم خواص الإسراع إلى الإنبساط والمرح ولذلك هم للطيش حينئذ أقرب منه للحكمة إثر ذلك .
وأقرب البشر حالا بأهل السودان أهل بلاد البربر من سكان مصر وذلك لأن هوائها مضاعف للحرارة بما إنعكس من أضواء سطح البحر وأشعته على أبدانهم فيؤثر ذلك على أرواحهم وأمزجتهم خفة وسرور .
وعلى العكس من أؤلئك وهؤلاء نجد أن معمرى التلال الباردة من سكان أهل المغرب مطرقين أطراف الحزن ومطأطئين فى النظر إلى العواقب حتى أن الواحد منهم ليدخر أقوات عامين قادمين من حبوب وحنطة ثم يبادر للأسواق لشراء قوت يومه هذا مخافة أن يرزأ شيئا من مدخره .
وإختتم إبن خلدون تدوين ملاحظاته فى هذه العلاقة فى خفة أرواح أهل الإقليم ذا الحرارة المرتفعة بتفنيد أقوال سابقيه ممن تناولوا الأمر قبله كـ ( المسعودى ويعقوب بن إسحق وما نقل من جليانوس والكندى ) حينما ذهبوا يسوغون خفة الروح وطيشها إلى ضعف أدمغة أؤلئك البشر ليس إلا , معلقا عليهم بقوله ( بأن ذلك كلام لا محصل له ولا برهان فيه ) .
• من مقدمة إبن خلدون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق