السبت، 1 مايو 2021

كنت أعبد الشيطان

كنت اعبد الشيطان 

أحسب ان فترة دراستة بفرنسا ـ كانت أسوأ فترة في حياة (طه حسين)  فحينها كان قد أسُتلب تماما وأخذه بريق العاصمة الفرنسية وبهرجتها كيف لا؟ وهي عااااصمة النور. وإن كانت التسمية لا تنسحب الي لمبات النيون ـ الا اني لا اجدها تعدو ذلك قيد فكرة من اطلقوا عليها هذا الوصف, 
في تلك الفترة استقبل عقل (حسين)  وقلبه "الفطير" موجة التغريب الدافئه وتشرب تعاليمها واعتناقه لـ (الكوجيتيو) الذي يعتمد (التجريد) .


 
في الواقع لم ينحصر الامر علية بحال ـ فكثيرون ممن خلعتهم مدن  اروبا وتقدمها المادي "مدنيتهم"  و وجدوا انفسهم محك اما (الدين) بمايروه من واقع وبين ما قاموا عليه من (دين) في وقت كانت الامة الاسلامية تعاني ماتعاني .!
 فمحمد عبدة مثلا ـ علي سبيل الزكر لا الحصر ـ بعد ان شُده بماراءه خُيّل اليه بأن من وجدهم هنا ـ اروبـــا بالعموم ـ هم المسلمون حقا بينما ماكان هولاء ـ من جاء منهم الا شاهد علي قبر لا يحمل اسم صاحبة
فكان لاغرابة ان نجد عبارات من شالكه "وجدت مسلمين من غير إسلام"

فـ (طه حسين)  حين يعتمد او يعتنق الكوجيتيو فلربما كانت سانحته في إثبات وجودة, فلطالما كان مقولة 
رينيه تمثلة تماما  "أنا أفكر، إذًا أنا موجود" 
فعوز الحاجة للشعور بتعويص نقص ملح للغايه
كما ان الشك. وهو اسهل ما يكون , كان اللبنه الاول في بناء كل مبدأ او معرفه ـ قادر تتصور؟ ـ  فان صمد كان حجر الاساس!  وهل يثبت شي امام الشك باطلاقه؟

تحضرني زيارة (أبوهذيل العلاف وإبراهيم النظام)  الي (صالح بن عبدالقدوس)  فوجداه يبكي حرقة علي وليد له قد قضي
فقال له ابو الهذيل: 
 لا أرى لتَحَرُّقِكَ وجهـا إذ الناس عندك كالنبات, فقال: يا "أبا الهذيل" إنما تَحَرُّقِي لأنه لم يقرأ "كتـاب الشكوك", فقال: وما هذا ؟ , قال: كتاب وضعته, من قرأه شك فيما كان حتى كأنه لم يكن, وفيما لم يكن حتى كأنه كان, فقال له "إبراهيم النظام": فابْنِ أنت على أنه لم يمت وإن كان قد مات, وعلى أنه قرأ الكتاب وإن لم يكن قرأه !

وبطريقة (إبراهيم النظام)  كيف لو اعاد (طه حسين)   قراءته لنصه التالي  
"كنت اعبد الشيطان"


كنت أظـن أنك المــضـلُ وأنك تهـدي من تـشاء
الضـار المقيت المــذلُ عن صـلف وعن كبـرياء
جـبــــار البـــأس تـكنُّ للنـــاس مـكــراً ودهــاء
تقـطع. أيـــادي السـارقين وتر.جم أجساد النساء
تـقيم بالســـيف عــدلاً فـعدلك في سفك. الد.مـاء
فيا خـالق القا.تـلين قـل لي أين هو اله الضعفاء
لوكنت خــالـق الكل ما حــرمت بعضهم الــبقاء
وما عساك من القــتل. تجني غير الهدم والفناء
فهل كنت أعبـد جـزا.راً يسحق. أكباد الأبـرياء ؟
أم كنـت أعبـد شيـطاناً أرسل إلينا بخاتم الأنبياء
حسبتُ الجنه للمجا.هد.ين سيسكن فيها الأقوياء
تمـــرٌ وعـــنبٌ وتـــيـنٌ وأنهـار خمــرٍ للأتـقياء
خير مـلاذ لجـائـعين عاشـوا في قـلب الصحراء
وأسِرَّةٌ من ياقــوت ثمين وحور تصدح بالغنـاء
نحن عاشـقات المـؤمنين جـئنا ولـبـينا النـــداء
جزاكم الله بنا فأنـظروا كيف أحسن الله الجـزاء
هل جنـتك كــفاحٌ وصـياحٌ وأيـلاجٌ دون إنــثناء
تجدد الحـور الثيب بكراً وأنت من تقوم بالرْفاءِ
هل كـنت أعــبدُ قـو.اداً يلهـو في عقول الأغبيا.ء
أم كنـت أعبـد شيـطاناً أرسل إلينا بخاتم الأنبياء.
ـ وبعد فهل بعد الهدي ضلالا مبين! 

ليست هناك تعليقات: